FSJES AGDAL

fsjes agdal rabat

بعض الخلاصة لمادة المدخل لدراسة العلوم السياسية

بعض الخلاصة لمادة المدخل لدراسة العلوم السياسية



بعض الخلاصة لمادة المدخل لدراسة العلوم السياسية

تطور علم السياسة
أصبحت الجامعات تعترف بعلم السياسة كعلم أو فرع من العلوم الاجتماعية والإنسانية منذ نهاية القرن التاسع عشر، وترسخ هذا الاعتراف بإنشاء كل من المدرسة الحرة للعلوم السياسية في باريس عام 1872 Ecole Libre des Sciences Politiques, ومدرسة لندن لعلم الاقتصاد والسياسية London School of Economic & Political Science وقد تأكدت أهمية هذا العلم باعتماده كمادة للتدريس في الجامعات الأوروبية بصفة عامة والجامعات الأميركية بصفة خاصة.
وقد أدى وجود عوامل عديدة للأهتمام بعلم السياسة وقد اقترن ذلك الاهتمام بالمزيد من الاتجاه نحو الدراسة الاستقرائية لمختلف الظواهر السياسية كالأحزاب السياسية والرأي العام وجماعات الضغط والمصالح وغيرها خاصة في الولايات المتحدة حيث غلبت فيها النزعة المنهجية لدراسة الوقائع والجزئيات إلى درجة أحدثت تطوراً منهجياً جديداً جعل علماء السياسة فيها يتبنون نظريات جديدة.
و قد ظلت دراسة النظريات السياسية التقليدية غالبة في أوروبا إلى أن تأثر العلماء والمفكرين السياسيين في أوروبا بالمناهج الاستقرائية والتحليلية الأمريكية مما احدث تحول تدريجي لصالح هذا الاتجاه.
وقد ظلت النظرة السائدة إلى علم السياسة إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية على أنه فرع من العلوم الاجتماعية أو الإنسانية التي تهتم على وجه ما بالحياة السياسية وأنه ليس هناك ميدان خاص للمعرفة ينفرد به علم السياسة انطلاقاً من أن جميع العلوم الاجتماعية والإنسانية تتناول السياسة، أي أن النظرة لعلم السياسة أو العلوم السياسية كانت تؤكد العلاقة بين علم السياسة والعلوم الاجتماعية دون أن نعترف له بموضوع خاص ينفرد به دون سائر العلوم الاجتماعية.
إلا أنه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وما نتج عن تلك الحرب من ظواهر سياسية لم تكن موجودة من قبل وانقسام العالم إلى كتلتين وقيام كيانات دولية جديدة - كل هذه العوامل أكسبت أهمية لعلم السياسة وفتحت الباب للبحوث السياسية والدراسات المستقلة، وأعطت لعلم السياسة أبعاداً جديدة تبرزه عن العلوم الاجتماعية الأخرى.
علم السياسة
إنّ غاية دراسة علم السياسة هي في التعلّم كيفية تنظيم البشر بشكل أفضل من أجل تحقيق السلام والسعادة الأكثر في حياتهم. كانت هذه وجهة النظر المقبولة لدور علم السياسة منذ وقت الكونفوشيوسية.
من أجل تحسين العالم، يجب على الفرد أن يحسّن البلد؛ ومن أجل تحسين البلد، يجب على الفرد أن يحسّن الشعب، ومن أجل تحسين الشعب، يتوجب تحسين الفرد. إذا استطاع الفرد إتقان نفسه، تتجه العائلة إلى الكمال؛ ومن العائلة ينتقل التأثير الشعب؛ ومن ثم من الشعب إلى البلد وإلى العالم.
إن دراسة المقارنة المجرّدة للدساتير السياسية للبلدان المختلفة وأحزابها السياسية وعاداتها من المستحيل أن تساعد الإنسان في التحسن كإنسان. ولذا، إذا كان مجال علم السياسة مقّيد فقط بهذا النوع من الدراسة، ستهزم الغاية الحقيقية لعلم السياسة. يكشف التأمل الإمكانيات المستترة ويحسّن قدرة الإنسان في كلّ مسالك الحياة. لذلك، يبدو من المستحيل التجاهل بأنّ ممارسة التأمل يجب أن تضاف إلى دراسة علم السياسة.
بمعرفة التنظيمات إضافة إلى تطوير الإمكانيات المستترة الداخلية، ينمو الإنسان في بالصفات والقدرات الأفضل. هذا ما سيحقق غاية دراسة علم السياسة، ويكمّل وينجز مجاله الأوسع. لذلك، من المقترح إضافة بضع الدقائق يومياً من التأمل التجاوزي إلى دراسة علم السياسة.
علم السياسة كحقل من حقول المعرفة:
_ عملية المعرفة : 
تستهدف الوصول إلي حقيقة الأشياء المحيطة بنا في الطبيعة والمجتمع ، من خلال مجموعة من الإجراءات الذهنية التي تدور بين العقل الإنساني والظاهرة محل الدراسة (أي المادة التي نريد أن نتعرف على حقيقتها). إذن طرفا عملية المعرفة هما :
(1) العقل الإنساني (2) الظاهرة محل الدراسة.
- المعارف نوعان :
(أ)معارف( أي علوم) طبيعية تتعلق بدراسة الظواهر الطبيعية مثل علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء.
(ب) معارف اجتماعية : تتعلق بحياة الإنسان في المجتمع مثل علوم الاقتصاد والاجتماع والسياسة.
_ علم السياسة هو علم اجتماعي ينصب اهتمامه على دراسة النشاطات السياسية للإنسان مثل عمليات الحكم والتصويت والضغط السياسي وتكوين التنظيمات السياسية كالأحزاب وجماعات المصالح وغيرها.
_ وبتعبير آخر : علم السياسة هو علم اجتماعي تجريبي يسعى إلى فهم الواقع السياسي للجماعة من خلال استخدام مجموعة من الافتراضات والنظريات والمفاهيم . وبالتالي فهو يتميز عن العلوم الاجتماعية الأخرى بأنه يهتم بدراسة السلوك السياسي للجماعة وطبيعة التفاعلات السياسية داخل المجتمع.
تطور علم السياسة :
_ كانت العلوم السياسية تقليدياً تعنى بمجموعة العلوم التي تعالج الجوانب السياسية في العلوم الاجتماعية المختلفة مثل علم الاجتماع السياسي , والجغرافيا السياسية والاقتصاد السياسي وغيرها .فمثلا علم الاجتماع السياسي يعنى بدراسة الجوانب السياسية في علم الاجتماع، والجغرافيا السياسية يعنى بدراسة الجوانب السياسية في علم الجغرافيا وهكذا لم تكن لعلم السياسة ذاتية (شخصية) متميزة لقرون عديدة.
_ اكتسب علم السياسة شخصية متميزة عن غيره من العلوم الاجتماعية مع ظهور قائمة اليونسكو لعام 1948 والتي حدد من خلالها علماء السياسة المجتمعون بباريس أربعة قطاعات لعلم السياسة هي:
1_النظرية السياسية: 
وتشمل النظرية السياسية وتاريخ الفكر السياسي.
2_النظم السياسية :
وتشمل فروعاً مثل الدستور – الإدارة العامة – النظم السياسية المقارنة.
3-الحياة السياسية : 
وتشمل موضوعات عديدة منها: الأحزاب السياسية وجماعات الضغط السياسي – الرأي العام.
4-العلاقات الدولية:
وتشمل : العلاقات السياسية الدولية و السياسة الدولية – التنظيم الدولي – القانون الدولي وغيرها.
كلمة أخيرة:
شخصية علم السياسة لا تعني انفصاله عن غيره من العلوم الاجتماعية.
في التعريف بعلم السياسة : 
هناك تعريفات عديدة لعلم السياسة منها:
_ تعريف جامعة كولومبيا :
بأنه ( علم دراسة الحكومات والمؤسسات والسلوك والممارسة السياسيين ) ، بمعنى أن علم السياسة يهتم بدراسة عملية الحكم والمؤسسات السياسية بنوعيها من مؤسسات رسمية (المؤسستان التشريعية والتنفيذية) و وتنظيمات غير رسمية مثل الأحزاب وجماعات الضغط والرأي العام. ، كما يعنى بدراسة النشاطات السياسية للأفراد مثل عمليات التصويت في الانتخابات وغيرها. 
_ تعريف المعاجم الفرنسية :
هو علم دراسة حكم المجتمعات الإنسانية (أي علم حكم الدول).
_ تعريف ديفيد إيستن الأمريكي : 
هو العلم الذي يهتم بدراسة التوزيع السلطوي الإلزامي للقيم في المجتمع . بمعنى أن علم السياسة يتركز اهتمامه على دراسة الدور المحوري للسلطة السياسية في الحفاظ على قيم المجتمع وإنفاذ القوانين باستخدام أدوات القوة والإكراه إذا اقتضى الأمر في مواجهة الخارجين على هذه القيم والقوانين.
_ تعريف آخر :
علم السياسة هو علم السلطة ويركز أصحاب هذا التعريف على السلطة السياسية باعتبارها الظاهرة السياسية الأم.
تذكر تعريف السلطة السياسية: 
احتكار الحاكمين لأدوات الإكراه المادي المصحوب بتصور أفراد الشعب له على أنه احتكار خير وشرعي يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام داخل المجتمع. فالسلطة هي قوة شرعية خيرة. 
– كذلك هناك تعريف علم السياسة :
بأنه هو علم دراسة الظواهر السياسية بمنهج علمي تجريبي . والمقصود بالظواهر السياسية هو كل ما يدور في عالم السياسة(الواقع السياسي) من نشاطات وأحداث ذات صلة بشئون السلطة والحكم ، أما المنهج العلمي التجريبي فيستهدف ببساطة تقديم تفسير للواقع السياسي (عالم السياسة _ الظواهر السياسية) ، كما هو قائم دون تحيز لوجهات نظر معينة بما فيها وجهة نظر الباحث نفسه.
علاقة علم السياسة بغيره من العلوم الاجتماعية
أولا: علم السياسة وعلم الاقتصاد
هناك علاقة وطيدة بين علمي السياسة والاقتصاد ناتجة عن التداخل الواضح بين الأوضاع السياسية والاقتصادية ، حيث يوجد تأثير متبادل بينهما ، فمثلا نجد أن هناك علاقة ارتباط بين كيفية توزيع الدخل (وضع اقتصادي) والاستقرار السياسي داخل المجتمع(وضع سياسي). كذلك نجد أن الثورات الكبرى كالثورة الفرنسية(1789) والثورة الروسية(1917) جاءت على إثر أوضاع اقتصادية غير صحية (انتشار الفقر والجوع وعدم عدالة التوزيع). أيضا نجد أن المحرك الأساسي للاستعمار(الذي هو ظاهرة سياسية) كان سعي القوى الاستعمارية الأوربية إلي الحصول على مصادر رخيصة للمواد الخام ، وفتح أسواق جديدة لتصريف منتجاتها الفائضة (عوامل اقتصادية).
أيضا نجد أن هناك علم هجين يهتم بدراسة التأثيرات المتبادلة بين الأوضاع السياسية والأوضاع الاقتصادية هو علم الاقتصاد السياسي.
كذلك فموضوعات الثروة والدخل وأوضاع الطبقة العاملة وسياسات توزيع الدخل والضرائب كلها موضوعات اقتصادية لكنها محل اهتمام علم السياسة في ذات الوقت كم لا ننسى أن السياسات الاقتصادية توضع من جانب الساسة.
ثانيا: علم السياسة وعلم الاجتماع 
هناك ارتباط قوي بين علمي السياسة والاجتماع ، ويرجع ذلك إلي الارتباط القوي بين الأوضاع الاجتماعية والأوضاع السياسية للمجتمع ، فمثلا البناء الاجتماعي السليم للمجتمع(طبقة غنية قليلة العدد _ طبقة وسطى ضخمة _ طبقة فقيرة قليلة العدد) ينعكس إيجابيا على الاستقرار السياسي للمجتمع والعكس صحيح ، فالتفاوت الطبقي الحاد (تضخم الطبقة الفقيرة وتآكل الطبقة الوسطى) يؤدي إلي زعزعة الاستقرار السياسي للمجتمع.
كذلك هناك موضوع مثل التنشئة السياسية للفرد هو محل اهتمام مشترك لعلمي السياسة والاجتماع ، فالتنشئة السياسية هي العملية التي من خلالها يكتسب الفرد معارفه وتوجهاته وآرائه وأفكاره السياسية ، وهي عملية تراكمية تتم خلال سنوات عديدة من عمر الفرد ومن خلال مجموعة من المؤسسات الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ودار العبادة وجماعة الرفاق والجامعة وغيرها.
وارتباطا بما تقدم ظهر علم الاجتماع السياسي كتعبير عن الارتباط بين علمي السياسة والاجتماع، وهو يهتم بدراسة التأثير المتبادل بين الأوضاع السياسة والظروف الاجتماعية للأفراد والجماعات والفئات المجتمعية المختلفة.
ثالثا: علم السياسة والأنثربولوجيا 
يعرف الأنثربولوجيا بعلم الإنسان ، وهو يهتم بدراسة الأجناس البشرية وتطورها ،لذلك فهو يرتبط بعلم السياسة نظرا لأن الاختلاف بين الأجناس على مر الأزمان كان محركا للصراع السياسي ، من هنا فإن دراسة الأقليات والجماعات العرقية والصراعات العرقية(مثل مشكلة الأكراد في تركيا مثلا) هو محل اهتمام مشترك لعلمي السياسة والأنثربولوجيا ، وكذلك الحال بالنسبة لموضوع التفرقة العنصرية (مثل حالة جنوب أفريقيا حيث استعلاء الأقلية الأوربية البيضاء على الأغلبية السوداء) فهو موضوع طالما انصب عليه اهتمام علماء السياسة كما تناولته الأبحاث الأنثربولوجية. 
رابعا العلاقة بين علم السياسة والتاريخ
يقدم التاريخ لعالم السياسة سجلا غنيا بالمعلومات والبيانات الخاصة بالواقع السياسي يمكن الإفادة منها في صياغة قواعد علمية عامة تستخدم في فهم وتحليل وتفسير ذلك الواقع ، ومن هنا فالارتباط قوي بين علم السياسة والتاريخ فلا غنى لكليهما عن الآخر ، ولعل خير تعبير عن ذلك مقولة "إن علم السياسة بلا تاريخ هو كنبات بلا جذور والتاريخ بدون علم السياسة هو كنبات بلا ثمر".
ويشار هنا إلي أن هناك فرع من فروع المعرفة يعرف بالتاريخ الدبلوماسي يهتم بدراسة تاريخ العلاقات السياسية الدولية ، وهو بذلك يمثل قاسما مشتركا بين علم السياسة والتاريخ.
خامسا العلاقة بين علم السياسة والقانون
ثمة روابط عديدة بين علم السياسة والقانون منها:
_ وجود فرع رئيسي من فروع علم السياسة يعتمد في دراسته على المنهج القانوني وهو(النظم السياسية) وهو نفس الفرع الذي يدرسه القانونيون تحت مسمى (القانون الدستوري).
_ القانون الدولي كذلك يعتبر فرعا مشتركا بين المعارف السياسية والقانونية ، حيث ينصب على دراسة العلاقات السياسية الدولية بمنهج قانوني ، مرتبطا بمجموعة من المبادئ المثالية التي تستهدف تحقيق واقع دولي مثالي ، مثل مبدأ حل المنازعات بالطرق السلمية ، ونبذ استخدام القوة في العلاقات الدولية ..وغيرها.
_ موضوع نظرية الدولة هو أيضا من الموضوعات المشتركة التي يهتم بها علماء السياسة وفقهاء القانون ، باعتبار أن الدولة هي مجتمع سياسي يسوده القانون أو كما نقول دائما فالدولة والقانون توأمان.
_ كذلك هناك موضوع على قدر كبير من الأهمية يركز عليه كل من علم السياسة والقانون ألا وهو موضوع (شرعية السلطة) والتي تعني مدى دستورية السلطة ، أي مدى التزامها بالقانون فهي شرعية طالما التزمت بالقانون والعكس صحيح.
وهكذا يتضح من خلال ما تقدم التداخل الكبير بين علم السياسة والقانون.
سادسا: علم السياسة وعلم النفس
يعتبر علم النفس كذلك من العلوم التي تتداخل معرفيا مع علم السياسة ، وهناك فرع مشترك بين العلمين يعرف بعلم النفس السياسي ، وهو يهتم بدراسة تأثير العوامل النفسية على السلوك السياسي للأفراد. فمثلا يقال إن العصبيين (نفسيا) لا يطيقون الجور السياسي ودائما ما يتصف سلوكهم السياسي بالتهور.
وقد حاول البعض تفسير السلوك السياسي لبعض القادة التاريخيين استنادا إلي ظروفهم النفسية ، فمثلا يقال إن السلوك التوسعي العدواني لكل من نابليون وهتلر وموسوليني يرجع إلي عقدة نفسية لديهم أساسها أنهم كانوا قصار القامة، وبالتالي _ حسب هذا الرأي_ فقد انعكست هذه العقدة على سلوكهم السياسي عندما أصبحوا قادة لدولهم فشرعوا في غزو الشعوب الأخرى لإثبات ذواتهم والتخلص من مركب النقص.
تطور الفكر السياسي عبر العصور
1-الفكر السياسي في العصور القديمة-الاغريق والرومان-
-الفكر السياسي عند افلاطون
ولد أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد في مدينة أثينا التي تحولت شوارعها, و مسارحها, و ساحتها إلى مراكز لتبادل الآراء, و النقاشات حول المواضيع الفلسفية, و السياسية. الحياة الأدبية, و الفلسفية في أثينا صقلت شخصية أفلاطون, و أفكاره التي تمحورت حول مواضيع فلسفية, و سياسية عديدة, و كغيره من فلاسفة ذلك العصر كان مفهوم الدولة لديه معادلاً, و مرادفاً لمفهوم المدينة.
يقسم سقراط المواطنين في الدولة إلى الفلاسفة الذين يقودون الدولة-الحكام-, و المحاربين الذين يحمونها-الشرطة والجيش-, و الطبقة الأخيرة التي تتألف من الغالبية الساحقة من الشعب, و تمثل الطبقة العاملة كالفلاحين, و التجار, و الموظفين, و الحرفيين. يعتقد سقراط أن السعادة الأكبر بالنسبة للفلاسفة هي مزاولة العمل الفلسفي, و الأفكار الأبدية لكنهم من أجل مساعدة الناس العاديين يجب عليهم استلام تلك المهمة لأنهم الوحيدون الذين يعرفون ماهية الأفكار الصالحة, و بالتالي يستطيعون تحكيم وعيهم, و إدراكهم اللامتناهي لدى إدارة الدولة. ويقترح فكرة المدينة الفاضلة التي تنتفي فيها مفاهيم كالعائلة, و التملك. يجب أن توكل مهمة رعاية الأطفال إلى الدولة, و بذلك يكون كل الأطفال لكل الآباء, و الأمهات, و بالتالي يحصل كل الأطفال على قدر كافي من الحب, و الحنان. كذلك بالنسبة للممتلكات يجب أن يكون هناك مستودعات مشتركة للمال, و الغذاء يأخذ كل فرد منها ما يحتاجه, و بالتالي تتحقق العدالة الاجتماعية فالعدالة هي أن تكون هناك مساواة بين أفراد المجتمع, و ليس فقط سعادة الفرد الواحد, و تعاسة الآخرين.
-ارسطو
يعتبر ارسطو مؤسس الفكر السياسي الواقعي الذي يدرس الظاهرة الساسية انطلاقا مماهو كائن وليس مما يجب ان يكون ويصنف ارسطو انظمة الحكم الى ثلاثة اصناف حسب عدد الاشخاص الذين يمارسون السلطة :
1-النظام الملكي : تتركز فيه السلطة بيد شخص واحد فإذا كان النظام صالحا سمي ملكي واذا كان فاسدا سماه دكتاتورية.
2-نظام الاقلية او الارستقراطية: وهو النظام الذي يحكم فيه عدد قليل من الافراد فاذا كان صالحا سمي ارستقراطية واذا كان فاسدا سمي الغارشية.
3-النظام الديمقراطي : وهو النظام الذي تمارس فيه السلطة من طرف كافة الافراد ويسميه ارسطو سلطة الاحرار.
وفي نظريته الخاصة بفصل السلط يقسم ارسط السلط الى ثلاثة انواع هي
*وظيفة المداولة :ويتولاها المجلس العام ومهمته مناقشة القضايا العامة والفصل فيها.
*وظيفة الحكم واصدار الاوامر : ويتولاها الحام وكبار الموظفين ومهمته السهر على تطبيق القوانين.
*القضاء والعدالة ومهمته الفصل في النزاعات.
و للمواطنين أهمية خاصة في فلسفة أرسطو فهم الذين يعطون نكهة, و أهمية للدولة. النساء, و العبيد, و الأطفال لا يمكن لهم أن يكونوا مواطنين. المواطنون الحقيقيون هم الرجال الذين ولدوا أحراراً. الدولة المثالية بالنسبة إلى أرسطو هي الدولة التي يكون فيها المواطنون من الطبقة المتعلمة و الغنية التي تستطيع تفريغ نفسها و تكون مؤهلة لقيادة الدولة.
الفكر السياسي في القرون الوسطى
1-الفكر الاسلامي
ويتمثل في مسألة الامامة عند اهل السنة والشيعة حيث نشا بينهما خلاف عميق في هذا الصدد
لإمامة في اللغة:
جاء في القاموس المحيط للفيروزآبادي: 
أن الإمامة مصدرها فعل (أمَّ) إذ يُقال: (أمّهم وأمَّ بهم: تقدّمهم) , وهي الإمامة، والإمام: كلما ائتُم به من رئيس أو غيره.
لإمامة في الاصطلاح:
فيما يلي بعض ابرز تعريفات علماء السنّة لمفهوم الإمامة. 
يعتبر الماوردي (364 ـ 450هـ) ـ وهو أول من صاغ النظرية السياسية الإسلامية عند أهل السنّة ـ 
أنّ (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا...)
اختلاف مفهوم الإمامة بين السنّة والشيعة:
يختلف مفهوم الإمامة عند الشيعة عن مفهوم الإمامة والخلافة عند أهل السنّة. 
لأن الإمامة عند السنّة: (خلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به)، أي نيابة عن النبي في سلطته الزمنية دون الدينية، وبالتالي ليس للخليفة صلاحيات الرسول في التشريع، والأحكام التي تصدر عنه اجتهادية لا إلهية. 
بينما الإمامة عند الشيعة: (خلافة الله وخلافة رسوله) ومنزلتها (منزلة الأنبياء) وهي (إرث الأوصياء). وعليه فإن الإمام يخلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في سلطتيه الدينية والسياسية، أي له صلاحيات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في التشريع، والأحكام التي تصدر عنه هي أحكام إلهية وليست اجتهادية، فهو يحلّ حلال الله ويحرّم حرامه. 
وعليه يجب أن يكون الإمام كالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوماً عن الذنوب والأخطاء ومخصوصاً بالعلم الإلهي لكي يكون حجّة على العباد، وهادياً لهم، ومؤيداً من الله، وعالماً بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم ودنياهم-حسب الشيعة-. 
ويلزم من ذلك أن الإمام يجب أن يكون منصوصاً عليه من الله ورسوله. 
ويستدل الشيعة على النصّ على الإمام بآيات من القرآن الكريم: 
( وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ . . . ). 
( . . . قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً . . . ). 
( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً ). 
( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا . . . ) 
( . . . وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) 
( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) . 
فهذه الآيات تشير إلى أن الله هو الذي يجعل أو يختار الإمام أو الأئمة للناس . 
أما عصمة الإمام فيستدل الشيعة عليها بالآية القرآنية التي يخاطب الله بها النبي إبراهيم (عليه السلام) وهي : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) . 
إذ قيَّد الإمامة (عهد الله) بعدم الظلم، والمعصية ظلم، وبالتالي يجب أن يكون الإمام معصوماً من جميع المعاصي حتى ينال عهد الله ، أي الإمامة . 
ويمكننا تلخيص عقيدة الشيعة في الإمامة بما يلي: 
1ـ وجوب الإمامة على الله . 
2ـ وجوب النص على الإمام . 
3ـ وجوب عصمة الإمام . 
4ـ علم الإمام إلهام من الله . 
5ـ منزلة الإمام كمنزلة النبي باستثناء الوحي والكتاب . 
لهذا السبب نجد أن علماء الشيعة يميِّزون بين لفظ الإمام ولفظ الخليفة، ولا يستخدمون اللفظ الأخير في أبحاثهم إلاّ للإشارة إلى (من اغتصبوا آل البيت حقوقهم ... واقتصر لفظ الخلافة على التاريخ السياسي). 
اما اهل السنة فيرون ان الامامة واجبة ولكنها لاتثبت بالنص وهي فرض كفاية ويضعون سبعة شروط لتولي الخلافة :
1-النسب أي ان يكون الخليفة من قبيلة قريش.
2-العدالة على شروطها الجامعة.
3-العلم.
4-سلامة الاعضاء من النقص الذي يمنع استفاء الحركة.
5-سلامة الحواس.
6-رجاحة العقل.
7-الشجاعة.
ويرى اهل السنة جواز عزل الحاكم بالفسق او الفجور.
*النظرية السياسية عند الخوارج
خلافا لاهل السنة والشيعة يرى الخوارج ان الخلافة من حق كل مسلمة توفرت فيه الشروط وان الامامة تكون بالشورى ومن شروطها الزهد والعلم .وهي ليست مدى الحياة بل يمكن عزل الخليفة متى اخل بهذه الشروط او وجد من هو احسن وافضل منه.
*النظريات السياسية في الفكر الغربي
*نظرية القوة القاهرة عند ميكيافيلي
في كتابه الامير ركز ميكيافيلي على تقوية سلطة الحاكم ليمسك بزمام الامور ويفرض ارادته وضمن هذا الكتاب مجموعة من النصائح للأمير ابرزها
-الفصل بين السياتسة والاخلاق والدين .
-ربط الفكر السياسي بالواقع والإبتعاد عن المثالية.
-استعمال القوة لإخضاع الافراد.
-امتلاك جيش قوي ومتجانس ووطني له ولاء للدولة .الاعتماد على القوانين الجيدة تكون لصالح الافراد ويحسن للشعب بعد فرض سيطرته عليه.
*نظرية العقد الاجتماعي عند روسو
يرى ان الاصل في حياة الافراد هو الحرية وحياتهم مبنية على الحب والاخوة بالطبيعةوحرصا منهم على هذه الحرية قاموا بالتعاقد فيما بينهم ليتخلو عن جزء من حريتهم لشخص ما مقابل تسير شؤونهم والحفاظ على مصالحهم وامنهم ويتم ذلك عن طريق الاختيار ويكون هذا التعاقد ملزم للجميع.
*نظرية الفصل بين السلط عند مونتيسكيو
تبنى نظرية الفصل بين السلط في كتابه روح القوانين فقسمها الى ثلاثة اقسام :
1-السلطة التشريعة : ومهمتها سن وتشريع القوانين
2-السلطة التنفيذية : ومهمتها السهر على تنفيذ القوانين وتقر السلم والحرب.
3- السلطة القضائية : وهي السلطة التي تقوم بتسوية النزاعات والخصومات تبعا للقانون.
وأكد منتيسكيو على اهمة الفصل بين هذه السلط لأان اجتماعها في يد شخص واحد مفسدة للحكم ويؤدي الى الاستبداد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق